قناة الأقصى - محمود عماد
لطالما برز في فلسطين أبطالٌ وشعراءٌ وكُتَّاب حملوا القضة على أكتافهم ، وأقسموا أن يحاربوا بأيدهم وبأقلامهم هذا الاحتلال الغاصب لأرض التين والزيتون .
وكان غسان كنفاني من أبرز تلك الشخصيات ، الذي سطر عبر نصوصه الوطنية والثورية ، ابداعًا أرعب المحتل ، وجعله يحاول كثيرًا أن يكسر قلمه ، ويكمم فمه ، إلى أن نجح اخيرًا باغتياله .
نبذة تعريفية
هو غسان كنفاني كاتب وروائي وقاص وصحفي فلسطيني الأصل ، ولد في مدينة عكا ، ودرس مرحلته الأساسية في مدينة يافا ، ثم اجبر على الهجرة بعد نكبة عام 1948 مع عائلته إلى سوريا ثم إلى لبنان حيث منح الجنسية اللبنانية .
درس في كلية الآداب بجامعة دمشق إلا أنه انقطع عن الدراسة في السنة الثانية له ، وانضم بعد ذلك إلى حركة القومين العرب والذي ساهم في ضمه إليها جورش حبش .
ذهب إلى الكويت حيث عمل في التدريس للمراحل الابتدائية ، وانتقل بعد ذلك إلى لبنان وعمل في مجلة الحرية في بيروت ، ثم انضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فور تأسيسها وأصبح الناطق الرسمي باسمها وعضو المكتب السياسي للحركة .
تزوج من سيدة دنماركية تدعى " آن كنفاني " وانجب منها ابنه فايز وابنته ليلى .
اغتيال كنفاني
اغتال جهاز المخابرات العامة " الموساد " لدى الكيان الغاصب الشهيد غسان كنفاني ، عبر تفجير سيارته الشخصية في تاريخ 8 يوليو لعام 1972 عندما كان عمره 36 عاما في منطقة الحازمية في العاصمة اللبنانية بيروت .
غسان والقضية
كان غسان شديد التعلق بالقضية الفلسطينية ، وكثير الحماس لها ، وعمل كثيرًا لنصرتها ولإيصال صوتها لكل الشعوب ، وإبقائها حية بين الأوساط المختلفة ، وكل ذلك الأمر بات واضحًا في روايته " عائد إلى حيفا " ، وروايته " أرض البرتقال الحزين " ، وروايته " رجال في الشمس " .
كما وكان عمله كناطق إعلامي للجبهة الشعبية له وقع كبير على نصرة القضية الفلسطينية ، وكانت خطاباته المزلزلة للكيان ترعبه ، وتلاقي صدى كبير لها في الشارع الفلسطيني .
عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية هاني ثوابته قال في حديث خاص " للأقصى " :" إن غسان كنفاني مدرسة لا يزال يتوافد الطلاب عليها حتى يومنا هذا " .
وبين ثوابتة مدى الروح الوطنية الكبيرة التي كان يتمتع بها الشهيد كنفاني ، حيث وضح أن كل كتابات كنفاني كانت وطنية بامتياز ، حيث لم ترد كلمة مساومة في أي من كتاباته .
وأكد ثوابته مدى تخوف الاحتلال من كنفاني وقلمه ، ومدى فرحتهم الكبيرة باغتياله حيث ذكر تصريح لجولدا مائير قالت فيه :" نحن قتلنا كتيبة كاملة من المقاومين باغتيال كنفاني " , وهذا يدل على مدى التأثير الكبير لكنفاني على الساحة الفلسطينية .
وأكد ثوابته أن كنفاني لم يمت بل فكره حاضر بيننا إلى يومنا هذا ، واستشهد بمقولة لكنفاني نفسه :" تسقط الأجساد لا الفكرة " .
ووجه ثوابته كلمة للعدو الصهيوني بأنه مهما اغتلتم من قياداتنا فذلك لن يثنينا عن مواصلة الجهاد والمقاومة .
ودعا ثوابتة الجميع لقراءة كل كتب كنفاني لأنها دليل المقاومة والكفاح والوطنية ، وأنها الزاد الذي لا ينتهي أبدا .
أشهر كتاباته
1- أموت وسلاحي بيدي، لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوي.
2- إحذروا الموت الطبيعي .. ولا تموتوا إلا بين زخات الرصاص !
3- خلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق، فإما عظماء فوق الأرض أو عظاما في جوفها.
4- لا تمتْ قبل أن تكون ندًا .
5- إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية.
6- لا عذر لمن ادرك الفكرة وتخلى عنها .
7- الوقت ضيق , الشمعة الكبيرة على وشك أن تذوب , إن البكاء والحزن لا يحلان المشاكل.
8 - قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت .. إنها قضية الباقين.